كانت الخلفية التي قامت عليها الحملة طبقا للبيانات هو رفض استمرار حالة العداء بين جماهير الناديين في ظل ظروف التهديد الواقع على حدود البلاد والذي طال أهلنا في غزة بالتقتيل وتخريب الديار بدم بارد لا يعترف لا بإنسانية أشقاءنا ولا بحقهم في الحياة، ولا يمكن في مثل هذه ظروف أن يشغل الاهتمام وتشجيع كرة القدم حيزا من الوقت والجهد في اتجاه ينتج عنه تفتيت الجبهة الداخلية للبلاد وإشعال الفرقة بين جماهير مصر في ظل ما يتعرض له الأشقاء، وما تتعرض له مصر ذاتها من هجمات تمس تاريخها ومصداقيتها من كل من يحيط بها، فرأى المبادرون بهذه الحملة أن الوقت قد حان لجمع الكلمة والصفوف، والتعالي عن الصغائر مثل الشقاق بين الجماهير لمجرد التعصب لنتيجة مباراة أو حتى للرياضة ككل، في ظل خطر يحيط بمصر وفي ظل مشاهد القتل والتقتيل لإخواننا في فلسطين.
والحقيقة أن كل ما جاء ببيانات الحملة المذكورة وأهدافها يدور منذ مدة طويلة بأذهان رابطة الأهلي ونثق أن نفس النوايا تحتل جزءا كبيرا من تفكير جماهير الإسماعيلي في ذلت الوقت، وربما كنا نتمنى سويا تحقيق أهداف المبادرة منذ زمن، إلا أن الظروف الحالية وحدت الهدف دون اتفاق أو اجتماع، لذا فسيرى الجميع إن شاء الله نموذجا رائعا من العلاقة بين الجمهورين خلال المباراة القادمة ونتمنى استمرارها بعدها والى الأبد.
ولا يملك أي عاقل إلا أن يسارع بالشد على أيدي المبادرين لجمع أيادي الطرفين الممدودتين بالسلام من جماهير الناديين، وضرورة تأييد هذه الخطوة الجريئة الرائعة والمساهمة في إنجاحها، والتي تصور معظم جمهور الناديين وباقي جماهير مصر في وقت ما أنها بعيدة التحقيق لصعوبة التقريب بين وجهات النظر للجانبين، ولا يمكن أن يمر مثل هذا الموقف دون الإشادة بكل من فكروا وقاموا بالدعوة للوفاق بين جماهير الناديين سواء القائمين على مواقع النادي الإسماعيلي وجماهيره المختلفة، وكذا مواقع جماهير الأهلي و باقي المواقع الأهلاوية والمنتديات المختلفة التي أيدت الفكرة وسعدت لها فرداً فرداً.
وفي الحقيقة إن معظم أسباب الخلاف بين جماهير الناديين كانت وشايات أو لتسريب معلومات مغلوطة والتي تقع إما لحماس البعض الزائد أو بتخطيط من بعض الجهات الكارهة للناديين أو لأحدهما، فلن نجد محباً لناديه ويسعى في نفس الوقت للإضرار به حتى لو من خلال إفساد العلاقة مع جماهير النادي المنافس، ولا شك أن جماهير الناديين وقعا فريسة لجهات أخرى استغلت حماس المنافسة بين جماهير الناديين لتأجيج الخلاف واستثماره للتقرب لأحدهما أو لكليهما وتحقيق أعلى معدل مشاهدة أو مبيعات لمنتجاتها ، وظلت العلاقة بن جماهير الناديين أسيرة الهمس والهمز واللمز دون مصارحة، وحان الوقت للتغاضي عن البحث عن الجاني في أحداث الماضي والتفاعل مع أحداث الواقع المرير الذي تمر به مصر وغزة.
ويجدر التنويه والتنبيه، أنه ربما تنتهي الأحداث في غزة خلال ساعات، ولكن لا يجب أن يتوقف الأخوة الذين التقوا على الخير وبذل الجهد في سبيل إنهاء الخلاف عما بدءوه، وفي ذات الوقت عليهم ألا يتراجعوا عما بدءوه بسبب بعض الأعمال الفردية ممن لم يستوعبوا مدى نبل هذا الهدف، سواء من جاءت هذه المحاولات من بعض أفراد جماهير الناديين أو من أطراف أخرى.
وقد نقرأ أو نسمع ونشاهد بعض محاولات الدس وإفشال جهود القائمين على حملة الوفاق، فلا يجب الاستجابة لهذه المحاولات مهما كان القائم عليها، ففي النهاية القائمين على الحملة هم على الحق، والحق أحق أن يتبع.
وفي ظل الأجواء الحزينة التي تغمر عواطف كل المصريين على ما يحدث لأبناء غزة، ولضمان الحيلولة لنجاح مخططات عناصر الهدم وبين جهود نجاح الاتفاق، فإننا نناشد جماهير الناديين، بمقاومة الاستجابة لأي محاولة إثارة أو استفزاز، وتفهم أن أي عمل لا يمكن أن يشمله الكمال ولكن على القائمين عليه أن يتجنبوا الفشل من خلال الوعي باحتمال حدوث أخطاء فردية من البعض، والتي لا يجب أن تدمر الفكرة أو الجهد كله، وعدم الاستسلام من الآن لموروث المشاعر العدائية أو مشاعر التعصب بين جماهير الناديين والتي قد تجعل بعض أفراد جمهور أي من الناديين ممن هم مصابون بدرجة عالية من الحساسية أو على الأقل استعداهم للاستسلام لحالة التربص والتهيئة لسماع الأكاذيب وتصديقها، حتى يتم توفير عوامل النجاح للحملة وإفساد محاولات الآخرين لإفشالها.
ويجب أن نتفق انه لا يمكن أن يقبل أي عقل أن تصدر مثل هذه المبادرة والتي تستند على أنبل وأرفع القيم الأخلاقية والإنسانية، أنها صدرت عن نفوس تنوى الإيذاء أو تخطط لأعمال تافهة، لذا نتمنى من الجميع أن يكونوا على مستوى المبادرة والقائمين عليها، ويساهموا في أن يكونوا أحد عناصر نجاحها، وفي ظل إطار من الود والأمل في انتشاره بين جماهير الناديين، وذلك على الأقل لضمان إفساد أي محاولة تسعى لأن تجد لنفسها دورا على جثة الاتفاق، فإننا نقترح اقتراحا وللجميع حرية قبوله أو رفضه، بتشكيل لجنة مؤقتة من القائمين على الحملة من مواقع الطرفين، لتنسيق الجهود وتبادل المعلومات والتشاور حتى انتهاء المباراة، وللطرفين أن يقوما بتحويل هذه اللجنة لتشكيل دائم بين الناديين بعد انتهاء المباراة وتطوير النشاط بها، بل والعمل على اجتذاب جماهير الأندية الأخرى ضمن لجنة أكبر أو أي مسمى آخر، يسعى لحل مشاكل العلاقة بين جماهير الكرة في مصر وتوحيد جهودها تجاه القضايا الرياضية الهامة بما يضمن تأثير أكبر للجماهير في مهمة تطوير وإصلاح الرياضة والأهم مقاومة العناصر التي تعمل على فساد الرياضة.
كم هو ضروري للغاية الدعاء لأهلنا في غزة لتجاوز المحنة، تلك المحنة التي دفعت جماهير الناديين لتفهم أن والتعالي على الصغائر، فإننا لا ننسى أنفسنا بالدعاء بالهداية والصلاح ونجاح المبادرة وتخلص جماهيرنا إلى الأبد من مثل هذه الآفات